الرئيسية::القسم السادس: أقول ومقالات في الخيل::مقالات::قراءة في مخطوط كامل الصناعتين لابن البيطار

قراءة في مخطوط كامل الصناعتين لابن البيطار

27-03-2013

 

الصفحة الأولى من المخطوطة
 
 
بقلم: الطحاوى سعود
 
تعد المخطوطات العربية رافداً هاماً للباحثين والمتطلعين . حيث تنقل لنا وبكل ُيسر ثقافة تلك الشعوب التى كتبت فيها وأحوال تلك المجتمعات بشتى مناحيها ، حيث تمكن الباحث والمدقق من إنجاز عمل كامل عن شريحة من ذلك المجتمع ، تماماً كما تساعدنا رسومات المستشرقين فى التعرف على الريف وسكانه وعاداته وهواياته فى تلك الحقبة التى رٌسمت فيها ، فقد ظهر فى كثير من رسومات المستشرقين ما يوضح رحلات القنص بالخيل  والمعارك وكذلك القوافل مما يمكن الباحث من التعرف على أحوال تلك الشعوب ويحاول أن يربطها بما تبقى من تلك العادات بالواقع ، كذلك تلقى المخطوطات الضوء على تلك المجتمعات وأحوالهم . وعندما بزغ منهج التحقيق هرع المحققين كلً من وجهته إلى أضابير المكتبات بحثاً وتنقيباً عن المخطوطات التى يرى أن مجتمعنا الحالى فى حاجة للمعرفة بها .
 
هناك مخطوطات فى الطب وكذلك فى التاريخ والأدب وكثير من العلوم ، وأيضاً فى البيطرة ، وهناك تباين بين الباحث الذى يهتدى إلى مخطوطة بحثه يحصل عليها من إحدى المكتبات ، وأن تكون المخطوطة موجودة بالفعل فى مجتمع معني تماماً بكل ما تحويه المخطوطة ، هنا بيت القصيد ، مجتمع عربى معني تاريخياً بتربية الخيول العربية وإنتاجها والحفاظ عليها عبر قرون لا تنقطع فيها هذه الهواية عنهم ، لا شك أنهم أوجدوا منهجاً ترعرع معهم عبر السنين فى تربية الخيل وسياستها وعلاجاتها . حديث الخيل وسلالاتها ومصادرها وطرق إرتباطها والعناية بها كانت ولازالت حديث هذا المجتمع (بيت المخطوطة) .
 
عندما بدأنا بتوثيق كل ما يتعلق بهذا المجتمع البدوي من عادات وتقاليد وتاريخ ومأثور شعبى كانت أمامنا هذه المخطوطة موجودة فى مرابط الخيل لا بالورقة والقلم ، ولكن بأذهانهم محفوظة عبرالسنين ، وعند مراجعتنا لتاريخ هؤلاء العرب من خلال الوثائق فى ذلك الوقت لم نجد منهم من كان يجيد القراءة والكتابة إلا النذر اليسير، وجميعهم يحملون أختام تواقيع وبدا ذلك جلياً فى ُجل وثائقهم ، إذاً من أين جائتهم ثقافة هذا المخطوط فى ممارساتهم مع خيلهم؟ . ـ تبين لى بعد طول دراسة وتمحيص ولما تأكدت أن المخطوط كان فى عصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون حيث ذكر أنه كان يشترى الخيل من العرب وذكر منهم آل فضل ومهنا ، وهؤلاء العرب من قبيلة الموالى فى سورية وإستمر إسم آل فضل للآن بإسم ( الفضول) وعرفوا بدرايتهم بالخيل فبات من الؤكد لى أن مؤلف المخطوط وكذلك نحن كنا نستقى ثقافة هذا المخطوط من معين واحد ، وهناك تباين بين باحث يبحث عن مخطوطه يبحثها أو يحققها  ، أو باحث  من مجتمع الخيل ومن أصحاب هذه المخطوطة وممن يمارسون ما بها ، ولكن بوعى وثقافة جعلته يكتشف وبالفراسة علاقة قبيلته بهذه المخطوطة ، فشرع يبحث فيها ويعيد قرائتها ويدقق ويبحث فى صفحاتها .
 
 
 
ولدنا وتربينا ويفعنا فى مرابط الخيل  نركب طوال الليل  وآطراف النهار وندرب ونقوم بتوليد الخيل وننتقل بها من مربط إلى آخر ونتفاخر بأنسابها وألوانها وبحجلها الميمون وغررها السابله ، ونتغنى بها فى أفراحنا  وأتراحنا ، وعلى ظهورها حملنا السيوف تارة والبارود تارة أخرى . 
 
ومنذ كنت على أدراج الشباب وأنا أسمع  فى أوساط الخيل ومن ُسّمار حديثها  وأسمع من والدي بأن جدي لوالدي لديه كتاب عن الخيل يعالج بالأعشاب والكي  وكان يسميه كتاب الخيل – ولولعي بالخيل شغفت كل الشغف فقط بأن أري هذا الكتاب ولكن هيهات بيني وبين جدي أنـّى يتاح لى ذلك ؟ هناك مساحة واسعة من الإحترام والهيبة تمنعنى .
حتى آل إلىّ هذا الكتاب بعد عشرات السنين من المراس مع الخيل  فضممته إلى صدري وكأنى حزت فرساً عربياً أصيلاً ومعه نسبه العريق ، وضممته إلى صدري مرة أخرى وتنفست الصعداء وحمدت الله أن وقع فى يد أمينة وفى يد من يستحق . 
 
إتضح لى : 
 
فيما بعد بأن هذه النسخ كانت تأتى لعربنا من الشام  وتم ذلك إما من خلال رحلات العرب إلى تلك البوادى وذلك فى نهاية القرن التاسع عشر، حيث ربيع الجواد العربى الأصيل ومنبته ، ولما توفر لجماعتنا من علاقات مع عشائر الشام مثل عنزة وشمر وطى ورولا وصخر وغيرهم ، فمن هذه البقاع الجميلة كـّونوا عرب الطحاوية مرابط خيلهم ، وكانت هناك كثير من الزيارات المتبادلة والتى نتج عنها كثير من العلاقات الطيبة ، أيضاً كان هناك طريق دائم بين جماعتنا وبادية الشام أشبه بطريق الحرير يحمل هذا الطريق كثير من الثقافات المختلفة التى أثرت مجتمعنا بكثير من العادات والموروث ، فنتج عن ذلك مثل هذا المخطوط الذى أحضروه من هناك وكان الناسخون من حمص وحماه .
إتضح لى أيضاً أن هذا الكتاب  هو أقرب كتاب لنا فى كافة مرابطنا فى ممارساتنا فى تربية الخيل وتوليدها وعلاجها ، ولم يمّرٌرعلىّ من قبل كتاب بهذه الدقة والشمول ، والحميمية التى بيننا وبينه . فكانت مفردات هذا الكتاب نعرفها وتربينا عليها بالفعل رغم أن الأسماء المستخدمة لأغلب العلاجات كانت بالفارسية مما جعلنى دائماً أرفق هذا المخطوط بـ ( تذكرة داود ) .
تحدث عن ربيع الخيل وخريفها  ، عن بواطن الخيل وظواهرها ، وجدت أننا نربي خيلنا من داخل صفحات هذا الكتاب ومنذ عقود طويلة وقبل أن نعلم ما بصفحاته .
 
* إسم هذا الكتاب وكما ورد فى الصفحة الأولى منه : 
 
هذا كتاب  البيطرة والذردقة مشتمل على أصول الخيل من أين 
 

صفحة الغلاف الأولى ووضح عليها إسم مالكها
 
 
خلقوا وما ورد فيها من الأحاديث والأخبار  والذي يربط منها والذى لا يربط وأسباب  أعلالها وعلاماتها ومداواتها فى ثلاث مقالات وفى التنعيل والمسامير وخلافها تأليف أبي بكر بن البدر البيطار بخزانة الملك الجليل السلطان الأعظم الملك الناصر محمد بن قلاوون رحمه  الله تعالى يحتوي على عشر مقالات وأبواب وفوايد ورقوات وهى تنفع لبني آدم والحيوانات . 
وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . هذا كما ورد بخط كاتب  الكتاب . 
 
ويعطينا المؤلف فكرة عن موضوع كتابه فى مقدمة يقول فيها : 
 
وأنى لما رأيت البياطرة والأطباء والذرادقة والفلاسفة والحكماء مثل  أرسطو طاليس وهرمس  وجالينوس وأبقراط والمتقدمين وأبي يوسف ومحمد وإبن أخى حزام الجبلي من المتأخرين قد تقدموا ووضعوا كتباً كثيرة فى علم البيطرة والذردقة والعلاجات إلا أنهم لم يبينوا فيها جميع الأسباب  والعلامات والألوان والشيات ولا إمتحان  الأدوية ومنافعها ولاسائر الأمراض ولا الأسباب  الرديه من المحمودة ولاسائر ألوان النعال وشياتها ولا علاماتها السابق وصفاتها ولا أنواع النعال والمسامير وهناديزها  ولا صفة إضمار الخيل ونتاجها . 
 
فأحببت أن أجمع لخزانته ( خزانة السلطان الناصر محمد بن قلاوون ) كتاباً كاملاً شافياً لجميع ما يحتاج إليه من أراد علم البيطرة والذردقة والفروسية ولم أغفل عن شئ مما يحتاج إليه فى ذلك  مع ما جمعت إلى ذلك من الفضائل والعلوم والألغاز والمداواه التى تعيا على كثير من أهل الفنون ولم أترك شيئا مما يعرب ولا يعجم من الأمراض والأعلال والأسباب والأنساب والنعوت والألوان والأوضاح والشيات إلا بينته وفسرته وسرا  للبياطرة والذرادقة والنخاسين والركابين إلا وأوقفته على حده وكشفته وأوضحته . 
 
وإنى وإن كنت لا ألحق منزله أولئك فى العلم والفهم فأنى قد ذكرت أشياء مما تكلموا عليها ومما إستحسن وجرب من كلامهم وأرائهم وكثيرًا مما  رأيناه من البياطرة والذرادقة وجربناه وذكره والدي رحمه الله ورأيته من الصناع بمصر والشام نقلاً عن الثقاة وعملاً بالعيان وعملاً باليد وقد جعلته عشر مقالات تختص كل مقاله منها بنوع من الأنواع ليكون أشد تمكنا من فهم من أراد علمه ومعرفته قبل قرائته فيعرف مكان ما يريد من الكتاب فيقصده فى موضعه والله الموفق للصواب وكرمه آمين . 
 

بداية خطبة المؤلف
 
* التعريف بالمؤلف : هو أبو بكر بن بدر الدين البيطار ، وهو صاحب خيل السلطان الناصر محمد بن قلاوون . (709هـ ـ 741هـ / 1309م ـ 1340م ). كبير بياطرته وكذلك كان والده من قبله . 
 
* يحدثنا أبى المحاسن يوسف بن تغرى من كتابه النجوم الزاهرة ص 164 ، 177.  عن السلطان الناصر محمد بن قلاوون :
 
مدة سلطنته ، يقول أبى المحاسن : فقد تسلطن ثلاث مرار ، فأول سلطنته كانت بعد قتل أخيه الأشرف خليل بن قلاوون فى سنة ثلاث وتسعين وستمائة فى المحرم ، وعمره تسع سنين وُخلع بالملك العادل كتبغا المنصورى فى المحرم سنة أربع وتسعين ، فكانت سلطنته هذه المرة دون السنة ، ثم توجه إلى الكرك ، إلى أن أعيد إلى السلطنة بعد قتل المنصور حسام الدين لاجين فى سنة ثمان وتسعين وستمائة فأقام فى الملك  والأمر إلى لاروبيبرس الجاشنكير إلى سنة ثمان وسبعمائة ، وخلع نفسة وتوجه إلى الكرك وتسلطن بيبرس الجانشكير وكانت مدته فى هذه المرة الثانية نحو التسع سنين . ثم ُخلع بيبرس وعاد الملك الناصر إلى السلطنة ثالث مرة فى شوال سنة تسع وسبعمائة وإستبد من يوم ذاك بالأمر من غير معارض إلى أن مات فكانت مدة حكمه فى هذه المرة الثالثة إثنين وثلاثين سنة وشهرين وخمسة وعشرين يوماً .
 
عرف عن السلطان الناصر محمد بن قلاوون أنه كان مشغوفاً بالخيل فجلبت له من البلاد ، لاسيما العرب آل مهنا وآل فضل ، فإنه كان يقدمها على غيرها ولهذا كان يكرم العرب ويبذل لهم الرغائب فى خيولهم فكان إذا سمع العربان بفرس عند بدوى أخذوها منه بأغلى القيمة ، وأخذوا من السلطان مثلي ما دفعوا  فيها . وكان فى كل طائفة من طوائف العرب عَيٌن يدله على ماعندهم من الخيل من الفرس السابق الأصيل بل ربما ذكروا له أصل بعضها لعدة جدود ، حتى يأخذه بأكثر مما كان فى نفس صاحبها من الثمن فتمكنت منه بذلك العربان ونالوا المنزلة العظيمة والسعادات الكثيرة ، وكان يكره خيول برقة فلا يلاحظ منها إلا ما بلغ الغاية فى الجودة وما عدا ذلك إذا جلبت إليه فرقها ، وكان له معرفة تامة بالخيل وأنسابها يذكر من ويمتنع من قودها ، ثم يقترح ماشاء ولا يزال حتى يبلغ غرضه من السلطان فى ثمن فرسه .
 
عرف عنه أيضا أنه هو أول من إتخذ من ملوك مصر ديواناً للإسطبل السلطانى ، عمل له ناظراً وشـهوداً وكتاباً لضبط أسماء الخيل وأوقات ورودها وأسماء أربابها ومبلغ أثمانها ومعرفة سواسها وغير ذلك من أحوالها كان لايزال يتفقد الخيول فإذا أصيب منها فرس أو كبر سنه بعث به مع أحد الأوجاقية إلى الجشار بعد ما يحمل عليها حصاناً يختاره ويأمر بضبط تاريخه فتوالدت عنه خيول كثيرة حتى أغنته عن جلب سواها ومع هذا  كان يرغب فى الفرس المجلوب إليه أكثر مما تولد عنده فعظم العرب فى أيامه لجلب الخيل وشمل الغنا عامتهم وكانوا إذا دخلوا إلى مشاتيهم أو إلى مصايفهم يخرجون بالحلي والحلل والأموال الكثيرة ولبسوا فى إيامة الحرير الأطلس المعدنى  الطرز الذركش والشاشات المرقومة ولبسوا الخلع البابلى والإسكندرية المطرز بالذهب وصاغ السلطان لنسائهم الأطواق الذهب المرصع وعمل العناتر بالأكر الذهب والأساور المرصعة بالجوهر واللؤلؤ وبعث لهن بالقماش السكندرى وعمل لهن البراقع الذركش ولم يكن لبسهم قبل ذلك إلا الخشن من الثياب على عادة العرب  وأجل ما لبس مهنا أميرهم إيام الملك المنصور لاجين طرد وحش لمودة كانت بين لاجين وبين مهنا بن عبس فأنكر الأمراء ذلك على المنصور لاجين فإعتدز لهم بتقدم صحبته واياديه عنده , انه أراد أن يكافأه على ذلك .أحضرها له فى وقتها وكان إذا إستدعى بفرس يقول لأمير آخور : الفرس الفلانية التى أحضرها فلان وإشتريتها منه بكذا وكذا وكان إذا جاءه شيئ منها عرضها وقلبها بنفسه فإن أعجبته دفع فيها  العشرة آلاف إلى أن إشترى بنت الكرماء بمائتى ألف درهم وهذا شيئ لم يقع لأحد من قبله ولا من بعده ، فإن المائتى ألف درهم كانت يوم ذاك بعشرة آلاف دينار . وأما ما إشتراه بمائة ألف وسبعين ألف وستين ألف وما دونها فكثير ، وأقطع آل مهنا وآل فضل بسبب ذلك عدة إقطاعات فكان أحدهم إذا أراد من السلطان شيئاً قدم عليه فى معنى أنه يدله على فرس عند فلان ويعظم أمره ، فيكتب من فوره بطلب تلك الفرس فيشتد صاحبها .
 

إحدى الصفحات وقد أضاف لها المؤلف بض الشروحات
 
ويتألف الكتاب من جزأين : 
 
1- الجـــزء الأول : هو الجزء النظري  أى العلمي ويحتوي على خمس مقالات .
 
- المقالة الأولــى : وهى عشرون باباً تبحث فى الجهاد وأنساب الخيل وفيما يشارك أو يخالف الفرس للإنسان ونتاج وأعمار الخيول وأخلافها وعاداتها وتكوينها الجسمانى من العروق والعظام والمفاصل وركوب الخيل وتأديبها وإضمارها وأعلافها ووصفها الخارجي من طول  وقصر وشيات وغرر وأوضاح وتحاجيل وكسوتها من سروج ولجم ومقاود . 
 
- المقالة الثانية : وهى عشرة أبواب : تبحث فى معرفة ألوان الخيل من أدهم وأشقر وأحمر  وأشهب وأصفر وأخضر وأبلق وأبرش كذلك ألوان البغال والحمير . 
 
- المقالة الثالثة : وهى عشرة أبواب : تبحث فيما يستحب  ويكره من الخيل وفيما يخالف فيه الذكر للأنثي وفى معرفة صفات الفرس العتيق وأصوات الخيول والتعريف بالخيول المختلفة وفى التفرس فى المهاري وفى معرفة نتاج الأكاديش والبرازين والبغال والحمير . 
 
- المقالة الرابعة : وهى إثني عشر باباً : تبحث فى هيئة البدن وحسن الأعضاء ومعرفة عيوب الأعضاء من الرأس حتى الذنب ومن الرقبة حتى الحوافر . 
 
- المقالة الخامسة : وهى أربعة وثلاثون باباً : تبحث فى الأسباب  والعلامات لجميع الأعلال التى تصيب مختلف أعضاء  وأجزاء جسم الخيول وهذه المقالة تمهد لمقالات الجزء الثاني من الكتاب  والتى تبحث فى مداواة هذه الأعلال فيكون مجموع أبواب المقالات الخمس فى الجزء الأول 86 باب (ستة وثمانون باباً. )
 
2- الجــــــزء الثانـــــــــي : وهو جزء البيطرة العملى وهو خمس مقالات أيضاً . 
 
- المقالة السادسة : وهى الأولى فى ( الجزء العملي ) وهى سبعون باباً  تبحث فى وصايا البياطرة والفصاد ومداواة أمراض عديدة تصيب الجلد والدماغ والأذنين والعينين والمنخرين والفم واللهاة واللسان مثل البرص والبهق والجرب والثآليل والدرن والجراحات المختلفة والصداع والطرش والكمنة والظفرة وورم اللوزتين وورم اللثة والبخر فى الفم .. الخ . 
 
- المقالة السابعة : وهى الثامنة من الجزء العملى وهى ستة وستين باباً تبحث فى مداواة أمراض تصيب الحنجرة والرمانة والرسخ والأشعر والحوافر مثل السقاوة والخناق والسعال والقئ والقصر والكتاف وتساقط الشعر والخلع و الكسر وأمراض الأعصاب والسرطان .. الخ . 
 
- المقالة الثامنة : وهى الثالثة فى الجزء العملي ، وهى سبعون باباً تبحث فى مداواة أمراض الفخذين والحيا والذكر والثديين والذنب والصلب والظهر والبطن والأمعاء والكبد والقلب والرئة والكليتين والمفاصل والأعلال التى تنتج عن أكل نباتات قاتلة وشرب ما يضر مثل البواسير والإسهال والأختلاط والبجل وبروز الرحم وعدم الحمل والإخصاب والإسقاط وعسر البول والإستسقاء والقولنج واليرقان والإنفتاق والسل والخفقان والنقرس والكساح ..... الخ. 
 
- المقالة التاسعة : وهى الرابعة فى الجزء العملى وهى إثني عشر باباً تبحث فى الأكحال والشيافات والمسهلات والمقبضات والمراهم والنطولات واللطوخات والضمادات والكيات واللذق والذرورات والحقن والفرزجات والجبارات واللحامات ( والتعاويذ والرقوات ) . 
 
- المقالة العاشرة : وهى الخامسة فى الجزء العملى وهى خمسة عشر باباً تبحث فى أسماء النعال وأنواعها  العادية والطبية وهناديزها والمسامير وصفة التنعيل . 
 
 

احدى صفحات الفهرس
 
 
أهمية هذا المخطوط : 
 
يبحث فى كل ما يخص الخيل فى ذلك العصر الذى كتب فيه من مداواة وجراحة وتوليد ويتميز بالإبداع فى كل ما يتعلق بمعرفة الخيل من عمر وأصل وكل ما يتعلق بشؤون الخيل وتربيتها وتدريبها  وكسوتها . 
 
النسخ الموجودة لدي من المخطوط : 
 
لقد بدأت بالبحث والسؤال فى شتي ربوع القبيلة ولم أهتدِ إلا على نسختين .
 
قمت بمراجعة النسختين وتصحيح الألفاظ وتدقيق الحروف وكانت النتيجة : 
 
1- النسخة الأولى :   
 
وهذه النسخة تبدأ بالفرهسة وتبدأ من الصفحة الخامسة أي أنها تنقص أربع صفحات من الفهرس وتنتهى عند الصفحة 261 . تعود إلى الأستاذ يحيى عليوة الطحاوى  . 
 
والصفحة تحتوى على  21 سطراً  ، مقاس الصفحة 22 × 15 
 
أى أن المخطوطة تقع فى 256 صفحة خط جيد ومقروء ومنقط وغير مشكول . 
 
نسخت يوم 22 ربيع الثاني 1296 هـجرية وهى الأقدم . 
 
ناسخها عبدالله محمد حسونه . 
 
2- النسخة الثانية  : 
 
وهى النسخة  التى آلت إلىّ والتى تخصنى وتم التنويه عنها فى المدخل ، تحتوى على 220 صفحة ويقع الفهرس فى آخرها وهى نسخة كاملة غير منقوصة . 
 
خط جيد ومقروء ومنقط وغير مشكول 
 
و الصفحة تحتوى على 25 سطراً مقاس الصفحة 15 × 24 نسخت يوم الثلاثاء 13 جمادى الأول 1330 هجرية . 
 
ناسخها : عبدالله محمد حسونه 
 
تلاحظ عند مطالعتى للنسختين أن النسخة الأولى تبدأ بالفهرس ، ثم المقالات الخمس الأولى تتحدث عن الأمراض والأعراض  والعلامات ثم تكون العلاجات فى المقالات الخمس الأخيرة .
بينما النسخة الثانية تنتهى بالفهرس وكل مقالة من مقالاتها تتحدث عن الأعلال والأعراض والعلامات والعلاجات فى آن واحد . 
 
لابد وأن كثير من هذه النسخ إنتشرت فى العالم العربى وكذلك دار الكتب ومكتبة الإسكندرية ، ولكن ما معنى وجود مثل هذه المخطوطة فى أوساط قبيلة عربية مثل الطحاوية ؟
وكذلك بعدما إتضح لنا أن جميع ممارساتهم مع خيلهم تنبع من داخل هذه المخطوطة ، يتعين علي أن أشير إلى أن هناك تباين واضح ما بين باحث أو قارئ عادى ، وبين من يخرجون لنا من صفحات المخطوطة متوارثين ما بها ومن قرون ويتحدثون ويحققون ويقرأون ، هذا ما دفعنى لعمل هذه القراءة .