الرئيسية»القسم الرابع: عالم الخيل»الفرع السادس الحواس عند الخيل

الحواس عند الخيل

تتكون شخصية الجواد من عدد من الغرائز التي اكتسبها خلال مراحل التطور التي مر بها، الخيول كالإنسان لها خمس حواس: الذوق، اللمس، السمع، الشم، البصر. في الخيول تتميز هذه الحواس بالحدة، وهي أكثر تطورًا من حواسنا. إضافة إلى ذلك، توجد لدى الخيول حاسة سادسة مبهمة وهي حاسة الإدراك الحسي العميق التي يفتقر إليها الإنسان.

  • الذوق
    تصوير دكتور نصر مرعي

    تتوافر معلومات قليلة عن حاسة الذوق عند الجواد، بالرغم من أننا نعرف أنها مرتبطة باللمس وتلعب دورًا هامًّا في تسييس الجواد. نفترض أن الجواد يميل إلى الأطعمة حلوة المذاق، وقد دأب صانعو غذاء الخيول على إضافة الحلوى إلى منتجاتهم لجعلها أكثر قبولاً، لكن لا يوجد لدينا دليل على ذلك؛ حيث نجد أنواعًا كثيرة من الخيول ترعى وتأكل النباتات مرة المذاق تنتشر في الوشيع وبين الشجيرات في المراعي القديمة. ومن المعروف أن نباتات الهندبا البرية والسنفينون (عشب معمر) من أفضل الأطعمة لدى الخيول وهي مرة المذاق.

     
    اللمس
    تصوير دكتور نصر مرعي

    حاسة اللمس أقرب إلى تصورنا عند التعرف على شخصية الجواد، فهي تستخدم كوسيلة من وسائل الاتصال بين الخيول وبين الإنسان والجواد.

    عملية تسييس الخيول خير مثال، فعند قيادة الجواد أو ركوبه تتركز لغة الحوار بين الفارس والجواد في اللمس؛ فالأرجل مثلاً تضغط بهدوء على خلايا الاستقبال على جانبي الجواد بينما تتصل اليد بواسطة اللمس بالفم من خلال العنان واللجام.

     

  • السمع
    تصوير دكتور نصر مرعي

    حاسة السمع عند الخيول أقوى من مثيلتها عند الإنسان. يشبه رأس الجواد صندوق الصوت المزود بآذان كبيرة متحركة تدور بحرية لالتقاط الصوت من كل الجهات. يتميز الجواد برد الفعل الخاص لصوت الإنسان، وهذا من أبرز العوامل المساعدة عند التدريب. يستطيع الجواد شم رائحة الإنسان، ومن خلال هذه الحاسة يتمكن من اكتشاف أي توتر أو عصبية تطرأ على سائسه أو مدربه أو فارسه.

    الخيول حساسة بشكل خاص لرائحة الدم، وغالبًا ما يبدو عليها القلق والانزعاج عندما تكون قريبة من المسلخ أو الملحمة. كما تلعب حاسة الشم دورًا كبيرًا في السلوك الجنسي لدى الخيول.

     
    الشم
    تصوير دكتور نصر مرعي

    هذه الحاسة حادة جدًّا مثل السمع، وتلعب دورًا فاعلاً في الجهاز الدفاعي للجسم لتمكن الخيول من التعرف بعضها على بعض، وكذلك التعرف على مأواها وما يحيط بالبيئة التي تعيش فيها. يعتقد أن حاسة الشم قد تكون مرتبطة بغريزة المأوى عند الجواد، وهي دليله للتعرف على الطريق إلى مسكنه.

    عملية تسييس الخيول خير مثال، فعند قيادة الجواد أو ركوبه تتركز لغة الحوار بين الفارس والجواد في اللمس؛ فالأرجل مثلاً تضغط بهدوء على خلايا الاستقبال على جانبي الجواد بينما تتصل اليد بواسطة اللمس بالفم من خلال العنان واللجام.

     

  • البصر
    تصوير دكتور نصر مرعي

    حاسة البصر عند الخيول خارقة بكل المقاييس. عين الجواد كبيرة جدًّا مقارنة بالحيوانات الأخرى التي تعتمد بشدة على هذه الحاسة مثل الخنازير والأفيال. خلافًا للإنسان والحيوانات الأخرى، يركز الجواد على الأشياء برفع وخفض الرأس بدلاً من تغيير وضع عدسة العين. معظم قدرات الجواد في التركيز على الأشياء التي أمامه تعتمد على موقع العين، بموقعها في جانب الرأس، كما هو الحال في معظم السلالات الضخمة، توفر العين رؤية جانبية قوية مع رؤية أمامية أضعف. في خيول السباق تعتبر هذه الميزة رصيدًا جيدًا للجواد.

    كل الخيول تتميز بدرجة من الرؤية الجانبية التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من الأجهزة الدفاعية لها، وتستطيع الخيول تحريك العينين بحرية تامة. أثناء الرعي، تتوفر للخيول رؤية كاملة في كل الاتجاهات دون حاجة إلى رفع الرأس أو الاستدارة، من الممكن أيضًا أن يرى الجواد الفارس الذي يمتطيه. بالرغم من أن الخيول لا تصنف ضمن الحيوانات الليلية، فإن الجواد يستطيع أن يرى جيدًا في الظلام بسبب الحجم الكبير لعينيه.

     
    الحاسة السادسة
    تصوير دكتور نصر مرعي

    هناك أمثلة عديدة لخيول تظهر قدرات على الفهم وقوة ملاحظة بشكل قد لا نجد له تفسيرًا، كما نجد الكثير من الدلائل والمعلومات الموثقة عن تردد الخيول في عبور المناطق المشهورة بأنها مسكونة بالأشباح.

    للخيول قدرات غريبة على الإحساس المسبق بالخطر، كما تستطيع الإحساس بمزاج سائسيها وفرسانها وحالتهم النفسية.