الرئيسية»القسم الرابع: عالم الخيل»الفرع السابع السلوك والاتصال

السلوك والاتصال عند الخيول

للخيول لغة اتصال راقية تتضمن ما يمكن أن نسميه بلغة الجسم وحركته مثل إرجاع الأذنين إلى الوراء أو التقارب أو التلامس المشترك. كذلك الرائحة أحدى وسائل الاتصال الهامة؛ حيث ترسل الخيول وتتلقى رسائل بالرائحة التي تفرزها غدد الجسم.


أهمية الرائحة:

يتعرف الفلو غريزيًّا على أمه عن طريق الرائحة، كما تتعرف مجموعة القطيع بعضها على بعض برائحتها المشتركة.

تلعب الرائحة دورًا كبيرًا في السلوك الجنسي للخيول؛ إذ تعد رائحة الفبرمون التي تطلقها الفرس أثناء الدورة النزوية رسالة واضحة للفحل بأنها مستعدة للتزاوج معه. كما ترسل أيضًا رسائل فيزيائية تتمثل في بروز وومض الفرج واتخاذ وضع التزاوج عندما ترفع ذيلها في اتجاه واحد.

إذا كانت الفرس غير راضية أو غير راغبة في الاتصال بالفحل، فإنها تعبر كذلك عن هذا الرفض بوضوح بإظهار أسنانها (التكشير) ومحاولة العض ورفس الفحل. أحيانًا تعبر الفرس عن استيائها وعدم رغبتها صوتيًّا عبر صرخة طويلة حادة.

رغم أن الخيول ليست حيوانات محلية أو محتكرة لأماكنها كبعض الحيوانات، فإنها تسور وتضع علامات حول مسكنها بالبول أو ركام البراز، كما يتبول الفحل فوق بول أفراسه ليوضح للغرباء أن هذه الأفراس من ضمن حريمه ويحذرهم من الاقتراب.

 

تصوير الدكتور نصر مرعي


الفلمين:

ظاهرة (الفلمين) أو عقص الشفة (التموج أو التقوس الخلفي للشفة).

يتعرف الفحول على بدء الدورة النزوية لأفراسهم من خلال شم الفرج والبول. عندما تصل الفرس إلى الدورة النزوية، يهتاج الفحل ويطلق العنان لنفسه ليحوم حول الأفراس لمداعبتهن؛ حيث يبدأ بلعق الفرس ولمسها لتحفيزها وإثارتها جنسيًّا، وقد يتضمن ذلك (الفلمين) أو عقص الشفة (التموج أو التقوس الخلفي للشفة).

ظاهرة الفلمين لا تقتصر فقط على حالات الإثارة الجنسية، ولا تقتصر على الفحول وحدها، فهذه الظاهرة يمكن أن تحدث للجنسين نتيجة لاستفزاز قوي لرائحة أو مذاق غير معتاد مثل رائحة الثوم، أو الليمون، أو الخل.

 

ظاهرة عقص الشفة


الاتصال الصوتي:

تتصل الخيول بشكل محدد صوتيًّا. الصراخ الحاد أو النخير الذي يشبه صوت الخنازير غالبًا ما يرتبط بحالات الغضب والاهتياج، كما تصهل الخيول عندما ترى أو تشم شيئًا يثير اهتمامها وينبهها للخطر.

تصهل الخيول بصوت منخفض عندما تفارق زملاءها ورفقاءها أو عندما تتم إثارتها. تخاطب الفرس وليدها الفلو بصهيل ناعم لطمأنته، كما تصدر الخيول بجنسيها هذا الصوت أيضًا عند انتظار الطعام أو توقع وجبة شهية. تلجأ بعض الخيول إلى الصهيل بصوت عالٍ لجذب اهتمام الإنسان إذا تأخر طعامها.

 

اسطبلات حمدان


الاتصال بالإنسان:

من المؤكد أن الإنسان يتواصل مع الخيول لا إراديًّا من خلال الرائحة المميزة التي تفوح منه. الخيول بإحساسها المرهف لها المقدرة على التعرف على حالة الإنسان النفسية وعلى تفكيره من خلال الرائحة التي يفرزها في حالات الانفعال المختلفة. ينعكس إحساس الإنسان على الجواد ليجعله سريع الفهم والإدراك أو مضطربًا وغاضبًا، ويعتمد هذا الأمر على شخصية الجواد ومدى ارتباطه بالشخص الذي معه ومدى انقياده له.

فقد اعتاد رعاة الخيول قديمًا أن يغمسوا أيديهم في العطر عندما ينوون ترويض المهور والخيول الجامحة، ويؤكد القول السائد (الرجل الشجاع يصنع جوادًا شجاعًا) مدى حساسية هذا الكائن وارتباطه بصاحبه. هناك مثال آخر للتآلف والتواصل بين الجواد والإنسان وهو أن الخيول تحس بمزاج فارسها وتتصرف وفقًا لذلك.

 

اسطبلات حمدان


الذوق واللمس:

تتواصل الخيول أيضًا بحاستي الذوق واللمس، وذلك عندما يعانق بعضها الآخر، بهدف تأسيس علاقة ودودة وصداقة حميمة، أما الإنسان فيسعى إلى كسب ود الجواد بلمسه والتربيت عليه بلطف. وفي الحقيقة هناك وسيلة للتقارب أكثر فاعلية تتبعها الخيول بعضها مع بعض وهي أن ينفخ أحدها في منخر الآخر. العناق أيضًا وسيلة أخرى للاتصال والترابط بين الخيول ويساعد في بناء علاقة قوية بينها.

 

تصوير الدكتور نصر مرعي


فهم الإشارات:

ليس من الصعب أن تفهم أن الجواد في حالة استرخاء تام إذا رأيته جالسًا وحوافر قوائمه الخلفية مستريحة على الأرض، مطرقًا برأسه إلى أسفل، أذناه مائلتان إلى الوراء قليلاً، شفته السفلى متدلية، وعيناه شبه مغلقتين.

حالة القلق والاضطراب والغضب سهلة التفسير أيضًا، فعندما تدير الخيول ظهرها للإنسان الذي يدخل مسكنها توجه بذلك رسالة تحذير لا تخطئها العين، أما ضرب الأرض بحوافر الأطراف الخلفية وهز الرأس والذيل فهي علامات واضحة تدل على القلق والتوتر.

 

تصوير الدكتور نصر مرعي


الأذنان:

أذنا الجواد ترسل علامات واضحة لمن حولها. بقدرتها الكبيرة على الحركة، يمكن للأذنين أن تستديرا دورة كاملة حسب رغبة الجواد، ويتحكم في حركتها ثلاثة عشر زوجًا من العضلات. وضع الأذن يحدد الحالة النفسية والذهنية للجواد.

عندما تنتصب الأذنان بقوة مع الميل إلى الأمام، فهذا تعبير عن رغبة قوية في شيء ما ويتزامن مع ضعف في الاهتمام بالفارس.

عندما يكون الجواد كسولاً ناعسًا، يرمي بأذنيه ويتركهما متهدلتين إلى أسفل. أما عندما تنتصب الأذنان بشدة إلى الخلف، فهذا إنذار ينم عن الغضب أو العصبية أو العدوان.

إذا أغلقت إحدى الأذنين أو تحركت إلى جنب، فهذا يعني أن الجواد سمع صوت دبور أو ذبابة مرت بجانبه. الأذنان المرتعشتان المتحركتان فأل حسن للفارس؛ إذ إنهما تعكسان انتباه الجواد واهتمامه الشديد بفارسه.

حركة الأذنين تشير بوضوح إلى الحالة النفسية للجواد وتفكيره ونواياه المحتملة. عندما ترجع الأذنان إلى الخلف ففي ذلك دليل على توتر حاد وعصبية، ويرتبط هذا الإحساس عادة بابيضاض العيون؛ حيث يظهر الجواد بياض عينيه.

 

تصوير الدكتور نصر مرعي


لعبة القتال:

خلال سنوات النمو الأولى تميل الخيول صغيرة السن إلى اللعب واللهو، لكن اللعب نفسه يرتبط دائمًا بترسيخ نظام معين وسط القطيع وإبراز القوة والهيمنة بين المجموعات المختلفة. هذه الصدامات والألعاب القتالية نادرًا ما تؤدي إلى أذى أحد المشاركين.

 

خلال السنوات الأولى تميل الخيول صغيرة السن إلى اللعب واللهو


وثبة الجواد:

قد تثبت الخيول أو تنتصب واقفة على قائمتيها الخلفيتين إذا أجفلت. وتثبت الخيول أيضًا عند اللعب لإظهار مهارتها وقدراتها. كما تثبت الخيول أيضًا عند الإثارة أو الاستمتاع والمرح خاصة إذا كانت ملجمة ومقيدة. الفحول ميالة إلى حركة الوثب للأسباب السابقة، ورغمًا عن ذلك لا نجد إلا عددًا محدودًا وبسيطًا من الخيول تطلق العنان لنفسها لتثبت على قوائمها الخلفية.

 

خلال السنوات الأولى تميل الخيول صغيرة السن إلى اللعب واللهو