بسم الله الرحمن الرحيم

الساده حضور الحفل الكرام

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الي الصافنات الجياد ... الي الوادعات الطاغيات ... الي سيدات الدواب جميعاً ... نهدي اليهن حفل تدشين موقع المعرفه و العلم بعالم الخيول المصريه العربيه الاصيله وإن كانت مكتبه الاسكندريه العريقه قد حملت مشاعل العلم و المعرفه ورساله التنوير للعالم قاطبه منذ الاف السنين فان مبادرتها اليوم بتكريم الحصان العربي و وضعه علي قائمه اولوياتها ليعتبر تكريما وتشريف هي اهل له. 
 

والان دعونا نتخيل سويا و نركب آله الزمن لتعود بنا الي الوراء ... الي بدايات القرن الثالث عشر ميلاديا وعلينا ان نسير علي اقدامنا من خلف بيت السناري حتي باب الخلق مخترقين منظقه تحت الربع حتي باب زويله وسترون امراء المماليك في احلى زي لهم ممتطين خيولا موشاه باجمل السروج والكنابيش وقد تدلت سيوفهم من علي جنباتهم و سنابك الخيل تنقر الارض معلنه ان هناك دوله و فرسان ... وتسأل الي اين هم ذاهبون ... فيعلن المنادي عن حفله يحضرها ا لسلطان بميدان الرميله اسفل القلعه يستعرض فيها فرسانه و هم يمارسون جميع مهارات الفروسيه ... واللعب بالكره ... ثم يبدا مزاد و عرض الخيول ليتنقي منها السلطان ثم الامراء ثم عليه القوم و التجار . ولقد كان السلطان الناصر محمد بن قلاوون تاسع السلاطين المماليك الذي فاق كل السلاطين بحبه للخيل العربيه و اعتناؤه بها وشراء اجودها واغلاها ثمناً .. وكان هدفه ان يجعل من مصر وطنا ثانيا لها وقد تجمعت لديه نخبه من اطيب جياد نجد و الاحساء و قطيف والعراق وكان لايترددعن دفع اى مبلغ من المال مهما كان ضخما ثمنا لفرس عربي اصيل .. وتدل السجلات الرسميه علي انه اشتري المهره العربيه المشهوره المسامه ( القرطه ) بمبلغ و قدره 64000 دينار .
 

وقد شيد السلطان الناصر الكثير من الاسطبلات الفسيحه و الميادين العظيمه للسباق ... كما انه خصص لها فريقا من البدو الماهرين لتدريب الخيل و العنايه بها ... وكان السلطان يشرف بنفسه علي ولاده الامهار و علي تسجيلاها فى سجل خاص 
 

ثم جاء من بعده السلطان برقوق ( الملك الظاهر سيف الدين ) في نهايه القرن الثالث عشر و جدد الاهتمام بالخيل العربيه و اتبع خطوات السلطان الناصر و انتج بالفعل الالاف من هذه الخيل .
 

ولقد كان بالقلعه مقرا الحكم في عصر سلاطين المماليك ما عرف باسم ( البيوت السلطانيه ) وهي دواوين وادارات اساسيه تتبع اداره السلطان مباشره وكان منها الركاب خانه اي بيت الركاب وكانت تشتمل علي عدد كبير من معدات الخيل والسروج و اللجم وا لكنابيش و المراكيب و العبي و المخالي , ومنها السروج المغشاه بالذهب و الفضه و غير ذلك من نفائس العدد ولها ( مهتار) اي كبير الطائفه و يعبر عنه بمهتار الركاب خانه و يعمل في خدمته :
 

• ركابداريه : وهم الذين يحملون الغاشيه بين يدي السلطان في المواكب

• سنجقداريه : اي حاملي الرايات خلف السلطان

• مهمزادية و قراغلاميه وغلمان مماليك و نقباء غليمان 

وانقسمت الاسطبلات الي قسمين :-
 

- الاولي : الاسطبلات السلطانيه ويعبر عنها بالاسطبلات الشريفه ولها ديوان وناظرو عده مباشرين

- الثانيه : اسطبلات الامراء ويعبر عنها بالاسطبلات السعيده و لها ديوان ونظار و مباشرين
 

والاسطبلات الشريفه هي من حقوق القلعه وتتكون من :-

1. اسطبل الخاص الشريف وبه الخيول الخاصه و المراكيب الشريفه الخاصه بالسلطان

2. اسطبل الحجوره وبه خيول التي ينتخب فيها اللعب بالكره

3. اسطبل الجوق وبه خيول الخرج ( للمماليك الكتابيه )

4. اسطبل البيمارستان وبه الخيول الضعاف و المعتله

5. اسطبل الجشار او الدشار وبه الخيول التي تقدمت بها السن

6. اسطبل البريد

7. اسطبل البغال

والاسطبل السلطاني عباره عن بناء مسقوف جيد التهويه ومتسع جدا ومقسم للطلائق والعشار والمهاري و هو داخل اسوار القلعه وله ثريا توقد ليلاً .

وكان يقوم علي اداره هذه الامور ويتولي امرها ( الامير آخور ) وهو القائم والمتحدث باسم السلطان وعلي خيوله وإبله وغيرها مما هو داخل في حكم الاسطبلات وهو مركب من لفظين احدهما عربي ( امير ) والثاني فارسي ( آخور ) ومعناها ( المعلف ) اذا هو امير المعلف ووصلت اهميه الامير آخور الي انه كان مصرحا له بمصاحبه زوجات السلطان في رحله الحج نظرا لمكانته العاليه عند السلطان .

كذلك كان من الملحقات جامع الاسطبل السلطاني .. اما مياه الشرب للاسطبل فمن الماء العذب المنقول اليها من النيل علي ظهور الجمال و البغال مع ما ينساق الي قصور السلطان ودور اكابر الامراء المجاورين للسلطان من ماء النيل في المجاري بالسواقي والنقالات والدواليب التي تديرها الابقار

اهميه الاسطبل السلطاني :

للاسطبل السلطاني اهميه اخري خلاف كونه يشتمل علي الخيول السلطانيه ذلك ان سلاطين المماليك كانوا يتنزلون اليه من جانب ايوان القصر ليعتلوا مقعده و يباشروا النظر في امور الاقطاعات وشئون الامراء و المماليك علاوه علي تعاطي الاحكام بين الناس والمعروف ان الملك الظاهر بيبرس هو الذي جدد جماعه كثيره من الامراء و الاجناد ورتبهم في الوظائف كلامير آخور و السرخور والسقاه و هو اول من كتب القواعد و الاوامر الخاصه بتنظيم العمل فقد اورد ان من اهم و اخص واجبات سايس الخيل النصح في خدمتها و تنقيه العليق لها وتاديه الامانه فيه فإنه لا لسان لها يشكوه الي الله تعالي .ومن بين صفوف السياس يخرج الاسطوات .. هذا ويحتاج السائس في طريقه الي هذه الرتبه ان يكون عارفاً بصفه الدواب و معرفه اوجاعها وامراضها وما يوافقها من الادويه و الدهانات النافعه ويشترط ان يكون شخصيه قويه بين الاسطوات و له معرفه باالاداب بالجماعات و ما يكون من تحيه دخوله عليهم بالطريقه و الاركان اما الاسطي فيجب ان يكون عارفاً بسياسه الخيل و هي معرفه الاصيل منها و الخسيس ... وبجانب هؤلاء وجد المشاريه والبياطريه و مكاريه البغال 

أن الخوض في تاريخ تلك الحقبه التاريخيه من تاريخ مصر يزيدنا انبهاراً و فخراً بالاباء الذين صاغوا لنا قواعد واسس اداريه و مازالت حتي اليوم هي المنهج العلمي الوحيد المتوارث في اداره الاسطبلات والخيول ... ان التطور الطبيعي لهذه المنظومه الاداريةهو سلاح الفرسان في الجيوش المصريه الحديثه و التي ما زالت حتي اليوم تستخدم نفس المصطلحات والمسميات كما كان يسميها سلاطين المماليك في مصر المملوكيه ..

خالص الشكر لحسن استماعكم

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته