الرئيسية::القسم السادس: أقول ومقالات في الخيل::مقالات:: كلمة الأستاذ محمد الطحاوي في حفل تدشين موقع الخيل العربي المصري

كلمة الأستاذ محمد الطحاوي في حفل تدشين موقع الخيل العربي المصري

25-02-2014

 
 
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمل إلى حضراتكم رسالة من عمق البادية المصرية .
 
كل الإحترام والتقدير إلى مكتبة الإسكندرية علمائها وباحثيها الذين يغوصون فى أعماق التاريخ المصرى ليعودوا لنا بالـدُر النفيث ،
 
إن إهتمام مكتبة الإسكندرية بالحصان العربى المصرى وما أفردته له من خلال كتب ومراجع والآن دوحة جميلة على شبكة الإنترنت فى ثوب راقىً متباهية بمكانة الحصان المصرى فى العالم . لا شك أنه خير سفيردائم لمصرحول العالم ، بل ونحن من هنا بين الحين والآخر ندعمه بكثير من الفعاليات والتى من خلالها نضيف إليه الكثير من الإكتشافات التى تعضد موقعه حول العالم ، اليوم أدفع من عندى بموضوعات تراكم عليها الزمن، لم يحُبِرَفيها قلم ، ولم تغبرَ فى ساحاتها قدم . أحمل إلى حضراتكم نحو إثنى عشرشهادة نسب تعود أقدمها إلى عام 1904م وهى لجزء قليل من مرابط خيل بدوالطحاوية بالشرقية والتى كانت تربى وتسير بالتوازى مع خيول الهيئة الزراعية المصرية ، وقد إنطلق من داخل هذه الشهادات العديد من الخيول ، منها ما إندمج مع خيول الهيئة ، ومنها ما تم إهدائه حول العالم ، ومنها ما تسرب إلى العالم ليعزز أصالة سفيرنا المصرى الدائم هناك ، ولولا مكتبة الإسكندرية ما ظهر هذا الكشف الذى ولا شك يبقى هاماتنا عالية بين الأمم ، أيضاً أود أن أشير إلى المخطوطة المصرية ( مخطوطة عباس باشا ) التى تسربت من بين أيدينا ، ولكن لنا ألا ننزعج من غيابها هذا فهى أينما ولت ستبقى التوثيق الأعظم والأوفى والمرجعية التاريخيه للحصان المصرى حول العالم ، أهيب من خلال منبركم الجميل هذا بمكتبة الإسكندرية بالحصول وبكل الطرق على هذه المخطوطة بل إستعادتها والعمل على تحقيقها ، هى بالفعل تم تحقيقها من خلال مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ، لكن نحن لنا فيها كلام آخر ، المخطوطة كتبت باللغة العربية المحشوة بالمفردات البدوية التى كانت هى فى الأصل لغة أهل الخيل فى ذلك الوقت ، أى عند تحقيقها لا بد للبحث عن كل من كان له صلة بمحتواها ربما وجدنا عنده ترجمة لبعض المفردات البدوية الموجودة فيها ، أعنى وأنتم أهل العلم أن هذه المخطوطة تحمل عدة قراءات ، وبكل تواضع نحن أيضاً لنا فيها قراءة ،
 
أيضاً طالعنا كتاب الخيل العربية الأصيلة، للأميرالروسى شيرباتوف والكونت ستروغانوف عام 1900م وتمت ترجمته إلى العربية مراجعة وتحرير الأستاذ دكتور/ عوض طه البادى ، ونشرته أيضاً مكتبة الملك عبدالعزيز عام 1999م ، عندما تمت الترجمة وكان فيها إسم إلهامى باشا ابن عباس باشا ، جاء الإسم بالعربية الحامى ، تحويل حرف h من لغة إلى لغة لابد أن يكون حرف الحاء وهذا خطأ وارد ، ولكن أهل المخطوطة إذا قاموا بالتحقيق لا شك أنه سيكون أبلغ وأوقع وأهل مكة أدرى بشعابها ، ولذا يتعين على مكتبة الإسكندرية أن تتبنى وبقوة مثل هذه الأمورحيث أن لديها مشروعات للتوثيق ، ولا تترك أى موضوع يتحدث عن الحصان المصرى تاريخياً إلا ويكون لها فى ذلك شأن .
 
مذكرات الليدى آن بلنت (1837 ـ1917م) المودعة فى المتحف البريطانى ، نحن أرسلنا من نسخ لنا منها عدة صفحات توضح علاقتها ببدو الطحاوية ووضح أنها زارت مضاربهم عام1887م وكان ذلك عدة مرات ، وأخذت منهم خيلاً وأودعت فى مزرعة الشيخ عبيد وبالتالى إلى الجمعية الملكية المصرية وهكذا تغلغلت هذه الخيول من خلال هذه الأبواب التاريخية إلى الخيول العربية المصرية حول العالم ، يجب أن نلقى الضوء علي هذه المذكرات . ولابد أن تكون موجودة فى مكتبة الإسكندرية ، الآن ياسادة نحن فى وقت إعادة لقراءة التاريخ وتصحيح مفاهيم سادت وقتا طويلاً وآن لها أن تصحح وتبدو بدون تزلف ولا تجمل ، كلنا نعمل جاهدين لتاريخ مصرالعظيمة جهدنا يصب فى قناة واحدة يداً بيد ، أحيى مكتبة الإسكندرية ومشروعاتها وعلى رأسها مشروع ذاكرة مصر الذى يجمع التاريخ المتناثر فى أرجاء مصر المعمورة ليكون فى النهاية أرشيفاً عظيماً للشعب المصرى وللباحثين ومادة قوية نعمل عليها جميعاً بشتى فروعها وما نحن بصدده اليوم ليس إلا أحد ثمارهذا التعاون ، وأناشد جميع الأسر والمؤسسات المصرية التى تجمع جزءاً من تاريخ مصر أن تسارع بالتعاون مع مشروع ذاكرة مصر وأن ما أتى بى اليوم إلى حضراتكم إلا نتيجة تعاون تم بيننا وبين هذا المشروع وقد تكشفت كثير من الأمور والحقائق نتيجة لهذا التعاون وأضفنا إلى تاريخ الحصان العربى المصرى الكثير من المعلومات والوثائق ، وأخيراً أحييى من قام على جمع مادة الموقع كل الإحترام له وعلى الذوق الرفيع الذى بدا به الموقع متمنياً له دوام التوفيق ،
 
والله الموفق لما فيه خير مصر
والسلام عليكم ورحمة الهي وبركاته
أسرة الطحاوية بالشرقية
 



Loading...