الحصان العربي المصري في أمريكا

 

الخيل العربي المصريبقلم: أرلين ماجد

 

شهوان

لقد ألهمت الخيول العربية المصرية العديد من الأشخاص من مختلف أنحاء العالم للاهتمام بها؛ حيث قدم جمالها النادر والتاريخ العريق للمربين الملتزمين في موطنها الأصلي ضمانًا لشعبيتها. وفي الولايات المتحدة، تعَدُّ الخيول العربية المصرية هي المفضلة دائمًا. فقد أثبتت سلالة الخيول العربية المصرية—والتي تنحدر من مستودع تم توريده إلى الولايات المتحدة—حضورها فعليًّا في كل دولة من الدول التي تُعنى بتربية فيها الخيول العربية.

 

السنوات الأولى 1895-1950

كان أول الخيول العربية المصرية التي تم توريدها إلى الولايات المتحدة يسمى "شهوان"*Shahwan ، والذي تم احضاره عبر إنجلترا وتم استيراده بواسطة ج.أ.ب. رامسيديل في عام 1895. ولا يزال ذلك الحصان متواجدًا اليوم من خلال ذريته التي امتدت عبر ابنته الأمريكية الميلاد "نونليكر"Nonliker ، على الرغم من عدم وجود نسل له بين الخيول المصرية الأصيلة المولودة بالولايات المتحدة. (ولكن نسله يمتد عبر العديد من السلالات المصرية عن طريق ابنه المصري المولد "ابن يشمك" Ibn Yashmak). ونجح الحصان المصري التالي الذي تم توريده إلى الولايات المتحدة بصورة أكبر في أن يكون له نسل غير منقطع يمتد إلى مجال تربية الخيول المصرية الحديث. ويتمثل ذلك النسل في "غزالة" *Ghazala (ابن شرارة Ibn Sherara× بنت حلوة Bint Helwa)، والتي تم استيرادها بواسطة سبينسر بوردين من محطة كرابيت Crabbet Stud لتربية الخيول العربية في إنجلترا على الرغم من أنها ولدت في مصر. ولقد أسست "غزالة" عائلة قوية في مصر، كما يتواجد نسل حفيدها الأمريكي المولد "جلاسترا" Gulastra في الخيول المصرية الأصيلة المولودة بالولايات المتحدة عن طريق ابنه "جوليب" Julep.

 

Exochorda

ظريف

وكان لفرس آخر من التي تم استيرادها في السنوات الأولى حضور قوي في السلالات المصرية الأمريكية الحديثة؛ حيث أحضر هنري هيربرمان "إكسوكوردا" *Exochorda من الولايات المتحدة، وانتقلت ملكيته لاحقًا إلى و. ر. براون، الذي ربى ابنها "سيريتشو" Sirecho ، الحصان الذي نال العديد من الجوائز من جهات متعددة وكان له حضور بارز ومتميز. (وقد فاز ابن "سيريتشو" المصري الخالص "جورامير" Joramir ضمن أفضل عشرة بفئة إنجليش بليجر English Pleasure بالولايات المتحدة (U.S. Top Ten English Pleasure) كما أنجب البطل القومي الكندي الفحل "جورا هوني كو"Jora Honey Ku ، والذي أنجب بدوره البطل القومي بكندا والولايات المتحدة الفرس "في بي كاهولا" VP Kahlua).

 

لقد وصلت أولى المجموعات الكبرى من الخيول المصدَّرة من مصر إلى الولايات المتحدة في عام 1932، حيث أحضر و. ر. براون من ولاية نيو هامشير مجموعة من سبعة أحصنة تضم "ظريف" *Zarife، و"رودا" *Roda، و"نصر" *Nasr، و"عزيزة" *Aziza، والتي تظهر جميعها في السلالات الحديثة من الخيول العربية المصرية. وقد أنجب "ظريف" و"رودا" "هالاني مستاني" Hallany Mistanny الأسود، والذي أنجب بدوره ستة من الأبطال القومية وتسعة عشر من الخيول المنتجة للأبطال القومية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، أنجب "جوليب" ابن "عزيزة" الفحل "سنباد" Synbad++ البطل القومي للولايات المتحدة (U.S. National Champion Stallion) والفرس "هاي فاشون" High Fashion++ البطلة القومية للولايات المتحدة(U.S. National Champion Mare) ، وآخرون. وللأسف، لم يكن للخيول التي استوردها براون الحظ في التأثير على السلالات الأمريكية المصرية الحديثة كما فعلت مثيلاتها في المجموعات التي تم استيرادها في نفس العام؛ وهي الخيول التي استوردها بابسون.

لقد استورد هنري بابسون من شيكاغو، في أعقاب عملية بحث في بلدان متعددة تضم إنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا ومصر عن الخيول العربية سبعة أحصنة من مزرعتين مختلفتين لتربية الخيول المصرية، ولستة من تلك الخيول ذرية ممتدة إلى سلالات الخيول المصرية الحالية. وتتخطى الأهمية الكبرى لتلك الخيول نطاق ذلك المقال، ولقد تمت كتابة كتاب عنها بعنوان "الخيول العربية الملكية المصرية ومزرعة هنري بابسون" (متوفر عبر منظمة جمعية الهرم (The Pyramid Society)). ومن الضروري الإشارة إلى أن الخيول المستوردة ضمت الأفراس؛ "بنت سيرا 1" *Bint Serra I، و"بنت بنت صباح "*Bint Bint Sabbah، و"معروفة" *Maaroufa، و"بنت سعدة" *Bint Saada، و"بنت بنت درة" *Bint Bint Durra. وتعد سلالة الفرستين الأخيرتين نادرة في الوقت الحالي. وكان "فضل" *Fadl، الأخ الشقيق لمعروفة، الفحل الوحيد في المجموعة.

ولقد بنى بابسون من ذلك المخزون الصغير برنامج تربية استثنائيًّا ضم بعض عمليات التهجين مع سلالات غير مصرية لعدة سنوات (عن طريق "ألديبار" *Aldebar، و"سليمان" *Sulejman، و"طرفة" *Turfa، و"نيمرود" *Nimrod)، بالإضافة إلى بعض الخيول من سلالة الحصان "نظير" مثل "أنساتا عباس باشا" Ansata Abbas Pasha و"ابن منية النفوس" *Ibn Moniet El Nefous. ولقد انتهى التهجين مع خيول غير منتمية للمجموعات المستوردة في العام 1932 منذ بضعة سنوات، وسوف تُوقف مزرعة بابسون عمليات التهجين في عام 1998، بعد أن عملت تلاثة أجيال من العائلة في مجال لخيول.

 

محمودة

وفي أعقاب عمليات استيراد براون وبابسون، تضاءلت الخيول المستوردة من مصر حتى أواخر الخمسينيات من القرن الماضي. وكانت "محمودة" *Mamdouha أحد الخيول المستوردة الجديرة بالاهتمام؛ حيث استوردها دان جايني من مينيسوتا في عام 1947 مع ابنتها "جميلة" *Gamila، والتي امتلكتها فيما بعد عائلة أتكينسون المالكة لمزرعة أنكور هيل للخيول العربية Anchor Hill Arabians بولاية ميسوري، وامتدت ذريتها من الخيول المصرية الخالصة. وهنالك اثنان من الخيول المستوردة، التي امتلكتهما الملكة الأم لمصر في عام 1950، والتي تمتد ذريتها إلى مستودع الخيول المصرية الحديث أيضًا، وهما "سايما " *Saema و"فضل" Fadell، وتم إهداؤها إلى جراح الملكة الأم، الدكتور ألفريد جودوارد من كاليفورنيا، والذي حصل أيضًا على الفحل "ابن فرحان" *Ibn Farhan في عام 1952، وزاوجه مع "سايما" لعدة مرات. وبالإضافة إلى ذلك، أحضرت الملكة الأم حصانًا ثالثًا، "الأخراني" *El Akhrani، الذي أنجب أربعة أمهار مسجلة في الولايات المتحدة، ولكن لم يكن أي منهما مصريًّا خالصًّا. وكان أبرز فحل تم استيراده في تلك الفترة هو "مفتخر" *Moftakhar، والذي استورده تشارلز فوتي من ولاية ماساتشوستس في عام 1951. وأصبح "مفتخر" أول والد لقطيع من الخيول العربية المصرية في مزارع جلينوش Gleannloch Farms بولاية تكساس في عام 1960، كما أنجب ستة أفراس مصريات لهما سلالات ممتدة.

 

لقد تم استيراد أولى الخيول مما يسمى بالخيول المصرية "الجديدة" في عام 1958. ويشير مصطلح "المصرية الجديدة" إلى الخيول التي تمت تربيتها عقب الحرب العالمية الثانية في مصر، وخاصة في مزرعة تربية الخيول الجديدة التابعة للدولة خارج القاهرة، الهيئة الزراعية المصرية. (كانت الهيئة الزراعية المصرية للخيول تعرف سابقًا بالجمعية الزراعية الملكية قبل رحيل الملك فاروق في عام 1953). وتميزت الخيول المصرية "الجديدة" بمظهر محدد منسوب إلى أحد الفحول؛ "نظير" Nazeer. ولد "نظير" في عام 1934، وقام الجنرال بيتكو فون شاندتنر؛ أول مدير للهيئة الزراعية المصرية، بإنقاذه من المجهول بمحطة محلية لتربية الفحول. لقد أنجب "نظير" أول مهر أصيل له في عام 1950، والأخير في عام 1960، ولكنه ترك في ذلك العقد إرثًا سوف يتردد صداه لقرون.

 

لقد وصلت أول ذرية "نظير" إلى الولايات المتحدة في عام 1958. كما أحضر ريتشارد بريتزلاف من ولاية نيو ميكسيكو ابن "نظير"؛ "رشاد ابن نظير" *Rashad Ibn Nazeer، وبناته؛ "بنت الباتعة" *Bint El Bataa، و"بنت منية النفوس" *Bint Moniet El Nefous. (واستورد بريتزلاف أيضًا حفيدة "نظير"؛ "بنت داهمة" *Bint Dahma، وابنة "السريع" El Sareei؛ "الداهمة" El Dahma في نفس الوقت). وتوفي بريتزلاف في عام 1977، ولكن يتم الانتفاع من الخيول التي رباها لما يقرب من أربعين عامًا في برامج تربية الخيول المصرية في مختلف أنحاء العالم.

 

لقد كانت مزارع جلينوش Gleannloch Farms، المملوكة لدوجلاس ومارجريت مارشال من ولاية تكساس، هي الأكثر استيرادًا للخيول من مصر في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. ولقد بدأ آل مارشال ببرنامج لتربية الخيول غير المصرية ثم أضافوا الفحل "مفتخر"، وقاموا باستيراد أول الخيول مباشرة من مصر في عام 1962. وفي الفترة ما بين عامي 1962 و1979، استوردوا 60 حصانًا، سبعة منهما من ذرية "نظير". وكان الوالد الرئيسي لها، حتى وفاته في عام 1974، هو ابن "نظير"؛ "مرافق" *Morafic، والذي تم استيراده في عام 1965. ويعد "مرافق" الوالد المصري المستورد الأبرز للأبطال القومية والوالد المصري الأبرز على الإطلاق لمنتجي الأبطال القومية.

ومن أبرز الأفراس التي استوردتها مزارع جلينوش ابنة "نظير"؛ "بنت منى" *Bint Mona (الفرس المصرية المستوردة الوحيدة التي أنجبت أربعة من الأبطال القومية)، وابنة "نظير"؛ "بنت مايسة الصغيرة" *Bint Maisa El Saghira++ (الفرس التي فازت ضمن أفضل عشرة أفضل عشرة خيول في الولايات المتحدة في فئات هالتر Halter، و إنجليش بليجر English pleasure، و بارك Park)، والبطلة القومية لاحتياطي الولايات المتحدة (U.S. Reserve National Champion Mare) "نهلة" *Nahlah++ (ابنة "مرافق" والفائزة بعدد بطولات قومية يفوق أي فرس مصرية مستوردة أخرى).

وللعديد من السنوات، كان حفيد "مرافق"؛ "صقر" *Sakr+++، هو نجم خيول مزارع جلينوش في العروض، وفاز بعدد بطولات يفوق أي حصان عربي مصري آخر، بما في ذلك عدة بطولات قومية من فئة الأزياء وبارك Park. وتضم خيول مزارع جلينوش الجديرة بالاهتمام والد الأبطال المصري الأبرز على الإطلاق، "الهلال" El Hilal (حفيد "نظير")، وبطل الولايات المتحدة القومي في فئة كولت المستقبل(U.S. National Champion Futurity Colt) "نبيل" (ابن "صقر")، وهو واحد من حصانين مصريين أنجبا ما يزيد عن 100 من الخيل الحائز على البطولات (كان "نبيل" والد الأبطال المصري الأبرز على قيد الحياة لعدة سنوات). ودائمًا ما كان فريق خيول مزارع جلينوش قوة لا يستهان بها في كل العروض، بدءًا من الفئة (أ) ووصولاً إلى البطولة القومية. كما فازت خيول مزارع جلينوش بألقاب في فئات هالتر Halter وجميع أنواع العروض فعليًّا بدءًا من عروض بارك Park، ووصولاً إلى كتينج Cutting. وبالإضافة إلى ذلك، نافست العديد من خيول مزارع جلينوش بنجاح في سباقات التحمل. ولقد أوضح تركيز آل مارشال على فئتي الأداء وهالتر Halterلمالكي الخيول العربية الأمريكية أن الخيول المصرية بإمكانها إثبات نفسها في جميع أنواع العروض.

 

لقد ربى جاي ستريم (كان يعيش في إيلينوي في ذلك الوقت، والآن في كاليفورنيا) الخيول العربية المصرية لفترة قبل أن يحول اهتمامه إلى الخيول الإسبانية، واستورد أحد أهم أحفاد "نظير"، "ابن منية النفوس"*Ibn Moniet El Nefous (ابن "مرافق")، الفائز ضمن أفضل عشرة فحول بالولايات المتحدة (U.S. Top Ten Stallion)، في عام 1965. وأصبح "ابن منية النفوس" الوالد الرئيسي بمزرعة بينتوود Bentwood، والتي كانت في وقت ما أكبر مزرعة لتربية الخيول المصرية في العالم، وأنجب أحد عشر بطلاً قوميًّا (بما في ذلك أبطال قومية في فئتي الأداء وهالتر Halter) وسبعة عشر منتجًا للأبطال القومية.

 

لقد فازت "بنت مايسة الصغيرة" بأول لقب قومي يحرزه حصان عربي مصري خالص في عام 1965، عندما فازت ضمن أفضل عشرة أفراس بالولايات المتحدة (U.S. Top Ten Mare) وفازت بفئة إنجليش بليجرEnglish Pleasure. كما كان أول لقب يفوز به فحل مصري هو التسمية ضمن أفضل عشرة فحول بالولايات المتحدة (U.S. Top Ten Stallion)، والذي حصل عليه "أنساتا ابن حليمة" *Ansata Ibn Halima++ في عام 1966. ولقد أثارت الخيول المصرية المستوردة اهتمام الكثيرين، ولكنهم لم يتمكنوا من التعرف عليها بسبب اختلاف مظهرها بدرجة كبيرة عن خيول العروض المعاصرة لها؛ حيث تميزت الخيول المصرية برؤوس أكثر قوة، وجسم ممشوق وأكثر رشاقة. وعلى الرغم من ذلك، لم يتمكن الحكام إلا من إعطائهم ما يستحقونه من تقدير. وبحلول أوائل السبعينيات من القرن الماضي، تحولت مرات فوز الخيول العربية المصرية القليلة إلى فيضان من الجوائز. ففي عام 1969، كان ثلاثة من أفضل عشرة فحول بالولايات المتحدة خيول مصرية خالصة. وفي عام 1971، تمت تسمية فحل ("أنساتا ابن سودان" Ansata Ibn Sudan، ابن أول حصانين استوردتهما مزرعة أنساتاAnsata ) وفرس ("سيرينتي سنبلة" (*Serenity Sonbolah) مصريين خالصين الأبطال القومية للولايات المتحدة (U.S. National Champion Stallion and Mare).

وقد حصلت خيول تربت في مزرعة "بابسون" أيضًا على عدد من الألقاب الوطنية أهمهما "روفس" Roufas الذي فاز خمس مرات، إحداها بلقب البطل القومي لاحتياطي الولايات المتحدة بفئة إنجليش بليجر(US Reserve National Champion English Pleasure) في عام 1974. وكان من بين الفائزين البارزين الآخرين في هذا الوقت الفرس الأمريكية والبطلة القومية لعام 1980 "فا حليمة" Fa Halima (أول فرس مصرية أصيلة تمت تربيتها في أمريكا تفوز بلقب البطلة القومية للولايات المتحدة (US National Champion Mare)، و"أسد" *Asadd++، والفائزين بلقب الأبطال القومية للولايات المتحدة بفئة كولت المستقبل (U.S. National Champion Futurity Colts) "المتربي" Al Metrabbi++، و"دلول" Dalul، و"ابن مرافق" Ibn Morafic، و"شيخ البادي" Shaikh Al Badi الفائز بلقب البطل القومي لاحتياطي الولايات المتحدة بفئة كولت المستقبل (US Reserve National Champion Futurity Colt).

 

ومع الاهتمام المكتشف حديثًا بالخيول المصرية، اشترك عدد من مربي الخيول البارزين في ذلك الوقت، ومنهم جودي فوربيز، وجاريل مكراكين، وريتشارد بريتزلاف، في تشكيل منظمة أخوية للترويج للخيل العربي المصري. وكانت النتيجة منظمة جمعية الهرم (The Pyramid Society) التي أنشئت في عام 1969. واليوم هي المجموعة الترويجية الوحيدة المعنية بسلالة واحدة التي تنظم العرض الخاص بها، وهو "الحدث المصري" الذي بدأ في 1982 وينعقد كل عام في كنتاكي هورس بارك Kentucky Horse Park. وتهدف جمعية الهرم إلى تقديم التدريب وترويج الاتحاد ما بين المجتمع المتنامي لتربية الخيول المصرية في أمريكا. وقد ساعدت الناحية التعليمية على تعريف العديد من الناس بالخيل المصرية. وتنشر الجمعية مجلة ربع سنوية هي "The Pyramid Report"، بالإضافة إلى دليل سنوي للفحول. وللجمعية مطبوعات أخرى منها ثمانية مجلدات من "مرجع الجيب للخيول المصرية الخالصة" (نفدت الطبعات الأولى)، و"دليل الخيول العربية المصرية الخالصة" الذي قامت بتجميعه مارثا مردوخ، ويسرد هذا الكتاب جميع الخيول المصرية الخالصة الموجودة في أمريكا. كما قامت الجمعية أيضًا بتطوير تعريف للحصان العربي المصري والذي أصبح المعيار لمربيّ الخيول في أمريكا وخارجها.

 

المزيد من النجاح: من 1980 إلى 1999

تزايدت شعبية الأحصنة المصرية في ثمانينيات القرن العشرين خاصة كاستثمارات. وتم تنظيم مزادات لبيع خيول التربية والمهور (كان هناك مزاد بيع سنوي ينعقد بالتزامن مع "الحدث المصري" كل عام). وحتى بعد التغير الذي طرأ على السوق نتيجة للتغييرات في قوانين الضرائب الأمريكية، استمرت الأحصنة المصرية في الاحتفاظ بقيمة أعلى من غيرها من السلالات الأخرى، وكانت للخيول المصرية التي تربت في أمريكا سوق تصدير رائجة خاصة لأوروبا والشرق الأوسط. ومن أمثلة النجاح الدولي البارزة، الحصان العربي المصري الذي تمت تربيته في الولايات المتحدة الأمريكية والفائز بلقبي البطل القومي لاحتياطي الولايات المتحدة (U.S. National Reserve Champion Stallion)، وبطل العالم (World Champion Stallion) "إمبريال إمدال" Imperial Imdal+. وبالإضافة إلى نجاحاته الدولية في العروض. ولقد قام مربي خيول إسرائيلي يُدعى يوري أريلي باستئجاره لمدة أربع سنوات وأنجب عددًا من الخيول الفائزة في ذلك الوقت، وهو حاليًّا أحد رواد الخيول المصرية الأحياء المنتجة للأبطال، وله أبناء فازت ببطولات قومية في فئتي الأداء وهالتر Halter. وقد تمت تربية "إمبريال إمدال" في أحد أنجح مزارع التربية النشطة حاليًا وهي محطة إمبريال إيجيبشن Imperial Egyptian Stud بولاية ميريلاند. وتمت تربية أولاده في مزرعة أنساتا Ansata وأنثاه في جلينوش Gleannloch.

وقد أصبح مجتمع تربية الأحصنة المصرية مجتمعًا دوليًّا، وفي العشرين سنة الأخيرة استورد الملاك الأمريكيون خيولاً مصرية تربت في العديد من الدول الأجنبية منها أستراليا وألمانيا. على سبيل المثال، أنجب الفحل "ذي ديسبيرادو" Thee Desperado، الفائز بلقب البطل القومي لاحتياطي الولايات المتحدة (U.S. National Reserve Champion Stallion)، الفحل "ذي مينسترل"The Minstril والذي تمت تسميته ضمن عدة قوائم لأفضل عشرة فحول، والذي تمت تربية أنثاه "بهيلة" *Bahila في ألمانيا. و الفحل "ذي ديسبيرادو" هو الحفيد من جهة الأب للفحل الملكي "رومينايا علي" Ruminaja Ali، والذي فاز بدوره بلقبي البطل القومي لاحتياطي الولايات المتحدة بفئة كولت المستقبل (US Reserve National Champion Futurity Colt)والبطل القومي لاحتياطي الولايات المتحدة (U.S. National Reserve Champion Stallion). كما أنجب أبطالاً قومية في فئتي الأداء وهالتر Halter، بما في ذلك الفحل الفائز بالبطولة القومية الأمريكية والكندية(U.S. and Canadian National Champion) "علي جمال" Ali Jamaal. وكانت وفاته في عام 1997 حادثًا محزنًا للجميع.

بالإضافة إلى هذا، فقد تم بيع العديد من الخيول العربية المصرية التي تمت تربيتها في الولايات المتحدة حول العالم. ويعد الفحل "سايمون شاي" *Simeon Shai الفائز بالبطولة القومية الأمريكية والكندية وبطولة العالم(U.S. and Canadian National Champion Stallion and World Champion Stallion) في عام 1991، وهو أول فرس على الإطلاق يفوز بهذه الألقاب الثلاثة في نفس العام، وهو مثال رئيسي لتأثير المربيين الأمريكيين على الخيول المصرية حول العالم. وقد تربى "سايمون شاي" في محطة سايمون Simeon Stud بأستراليا، ولكن أباه وجده لأمه تربيا في أمريكا. ويجمع أبوه "رأدين رويال ستار" Ra’Adin Royal Star ما بين سلالة مزرعة بابسون وسلالة مزرعة جلينوش، وهو حفيد "تحتمس" *Tuhotmos، وجده لأمه هو "سانكت جورج ر.س.ي" Sankt Georg RSI، الذي رباه ريتشارد بريتزلاف؛ وهو ابن الفحل التابع لمزرعة أنساتا، "أنساتا السليم"Ansata El Salim (وكانت والدته من سلالة مزرعة بابسون الخالصة)، وبنت الباتعة *Bint El Bataa، أحد الخيول الأصلية التي استوردها بريتزلاف في عام 1958. ومن ثم، يجسد نسبه أفضل الخيول العربية المصرية التي تربت في أمريكا.

وقد كان المجتمع المصري الأمريكي عاملاً موحدًا لمحبي خيول الصحراء في مختلف أنحاء العالم. وفي عصر الصعوبات الدبلوماسية الذي نعيشه اليوم، يتخطى حب الحصان العربي المصري الحواجز القومية والصراعات التي استمرت لعصور؛ إذ يتحد مربو الخيول لتطوير أفضل سلالات الخيول. ويبقى الحصان العربي المصري مثالاً للجمال والجودة، ومعيارًا للجميع، وموحدًا للدول والبشر.