خيل عرب الطحاوية

 

من أرشيف سعود الطحاوي

من أرشيف سعود الطحاوي

من أرشيف سعود الطحاوي

من أرشيف سعود الطحاوي

من أرشيف سعود الطحاوي

من أرشيف سعود الطحاوي

يعتبر عرب الطحاوية من أكبر بطون قبيلة الهنادي من بني سليم، والتي نزحت إلى مصر والمغرب العربي مع حركة الفتوحات الإسلامية، ويعيش معظم أفراد عرب الطحاوية في تجمعات كبيرة تسمى بأسماء أجدادهم، الذين سكنوا تلك المناطق على شكل نجوع بمحافظة الشرقية وبخاصة في مركز الحسينية وبلبيس وأبي حماد وكفر صقر، علاوة على وجود الكثير من الأفخاذ في محافظتي البحيرة وأسيوط. وتتميز الحياة الاجتماعية لعرب الطحاوية بوجود الكثير من الموروثات العربية القديمة: كتربية الخيول العربية الأصيلة مع الاهتمام بأنسابها، ويعود حبهم للخيول -كما يذكر موقعهم على شبكة الإنترنت- إلى وجودها معهم منذ نزولهم مصر، وكذلك لذكرها في القرآن الكريم في أكثر من موضع.

 

وقد كتبت السيدة "أليس ستريف" بحثًا عن خيول الطحاوية بعنوان: "بدو الطحاوية مربو خيول منذ عدة قرون". إذ جاء في بعض فقراته:

أمضى أفراد قبيلة الطحاوية مائتي عام من حياتهم البدوية، ولا يزالون يدعون البداوة على الرغم من تغير الظروف. كان موطنهم القديم في الحجاز من المملكة العربية السعودية، ومنذ ثلاثمائة عام مضت بدأوا في البحث عن مراع جديدة؛ فارتحلوا إلى ليبيا، وأخيرًا إلى تونس ومن ثم استقر بهم المقام في مصر، حيث خدموا تحت إمرة محمد علي باشا حاكم مصر في أوائل القرن التاسع عشر، فكافأهم بأن أعطاهم بعض الأراضي الخصبة في منطقة الدلتا، ولكن الحاكم التالي عباس باشا ناصب القبيلة العداء، وهددهم بالإبادة الجماعية؛ فهرب الطحاويون إلى سوريا ولم يعودوا إلى أراضيهم في محافظة الشرقية إلا بعد وفاته عام 1854م. إن زراعة القطن والأرز والذرة هي الأساس الاقتصادي لنمط حياة الطحاوية، وباعتبارهم من البدو فهم لا يتقنون فن الدعاية الإعلامية لخيولهم، ولكنهم حافظوا على نمط الحياة البدوية.. فبيوتهم الحالية مبنية من الحجر تتألف من: غرفة قليلة العدد بسيطة الأثاث، مع غرفة استقبال للضيوف، غير أن جل جلوسهم في "حوش" ملحق بالبيت، فوق حصير تحت قبة السماء، ويستخدمون العبيد في أعمالهم، وهم صيادو صقور يتصفون بالرحمة. يبيع الطحاويون خيولهم بأسعار متواضعة إلى حد ما مقارنة بالمصريين الآخرين الذين ارتفعت أسعار خيولهم جدًّا منذ تعرف عليهم المشترون الأمريكان. ومعظم خيول الطحاوية يعود أصلها إلى خيول الجزيرة العربية، وفي الغالب من سلالات الخيول التي اصطحبوها معهم من نجد، وسلالات النسب عندهم أساسية. والطحاوية يبيعون ويشترون الخيول فيما بينهم فقط؛ لأنهم يثقون بأنفسهم وبسلالات خيولهم. فصاحب الفرس يتواجد دائمًا عند ولادتها، ولا يثق بأي أحد في هذه الحالة... أما بالنسبة للأوروبيين فلا يهمهم في الخيل إلا الجمال...

بينما أي حصان عند الطحاوية وإن كان جميلاً لا يستخدم كحصان شبوة إذا لم يكن من سلالة أصيلة. والطحاوية لا يحتفظون بشهادات نسب لخيولهم؛ لأن كل واحد منهم يحفظ نسب فرسه ويسرده بدقة وعن ظهر قلب، كما أنهم لا يفسدون خيولهم بالدلال فهي تربط كبقية الحيوانات، وتلد الأفراس بينهم عادة عندما تبلغ السن الرابعة أو الخامسة، فتدلل الأمهار منذ اليوم الأول لولادتها، ويتقربون منها بقطع الحلوى والسكر لكي تألف الناس، ويبدأ المهر في الشهر الرابع أو الخامس... وعندما تحمل الفرس الأم لمرة ثانية يربط المهر بحبل طويل طوله أربع أو خمس ياردات عن طريق طوق لطيف يثبت في رقبته.. ففي الأيام الأولى لربطه يكون معه بشر لتهدئته وتسليته، حيث يلمس بشكل متكرر، ويداعب، وبعد بضعة أسابيع يربط من قوائمه. وقبل قيادته إلى الماء تعالج قوائمه الخلفية والأمامية، أما في الشهر السابع عشر فيشد عليه السرج؛ ليقوم أولاد القبيلة الصغار بامتطائه.

وإنني أتعجب كيف تتصرف هذه المهار بلطف مع راكبها... ولا تزال أخبار الخيول العربية وقصص الفروسية بين الطحاوية عندما يجتمعون في خيام الشعر، وعندما يتحلقون حول دلال القهوة المرة. أما بالنسبة للون المفضل فالكميت هو المفضل عند الطحاوية، وكل الخيول الأخرى إنما هي بمثابة العبيد للخيول الكميت..! إنهن الأميرات وباقي الخيول يخدمن كالعبيد، وهن القادرات على الطيران، وهن بنات الريح دون مبالغة!

وعلى الرغم من وجود خيول الطحاوية فقد باءت جهودهم بالفشل لجعل منظمة الزراعة المصرية "EAO" ومنظمة الخيول العربية العالمية "WAHO" تقبل خيولهم وتسجلها في سجلات الخيول العربية الأصيلة باستثناء الخيول العربية التي تملكها مزرعة حمدان، والتي انتشر إنتاجها بعد ذلك، وبالتالي أي خيل يعود إليها يعتبر خيلاً معترفًا بها دوليًّا، وهي ثلاث خيول؛ حيث كان أحمد باشا حمزة وهو وزير دولة أيام حكومة الملك، ومالك مزرعة حمدان لتربية الخيول العربية، في ذلك الوقت يهوى الأصايل، وأخذ من الطحاوية ثلاث مهرات من أبناء بركات (بركات ابن الدهماء الشهوانية وأبوه دهمان الكبير، اشتراه الشيخ عبد الله بن سعود الطحاوي من الشيخ جدعان بن مهيد الكبير من شيوخ قبيلة عنــزة في نجد). أدخل أحمد باشا المهرات الثلاثة إلى برنامج التربية الخاص به والثلاث مهرات هن فقط المسجلات في "WAHO"، وخسرت أسرة الخيل العربي واحدًا من أهم أعمدتها الرئيسية، وأصبحت الثلاث مهرات هن نواة تكوين الخيل الطحاوي المسجلات فقط وباقي هذا التراث الضخم لم يسجل. الثلاث مهرات هن: الصقلاوية الجدرانية (بنت بركات)، الشويمة السباحية (فلة)، الكحيلة الخلاوية (فتنة).

إنه لمن المفارقات المحزنة أن خيول الطحاوية الجميلة لا يعترف بها، خيول السكورونيك التي ربما هي من غير الخيول الأصلية في مصر يعترف بها على أنها من الخيول الأصلية.

والحصان السكورونيك هو حصان بولندي الأصل من مواليد عام 1909م من إنتاج Count Joseph Potocki ومملوك لليدي وينثورت. تم تصديره إلى بريطانيا عام 1913م. وهو فحل مؤسس في مربط Crabbet park، وقد أنتج ما يزيد عن 48 رأسًا، منها: Naseem مواليد 1922م والذي تم تصديره إلى مربط تيرسك في روسيا، وهو فحل مؤسس في المربط، ومنها: Registan (مهاجر)، والذي تم تصديره إلى مصر عن طريق أحد ملاك خيول السباق الأجانب ويدعى T.G.B Trouncer، وهو أب للسلالة السكورونيك في الخيل المصرية.

وفي الوقت الراهن فإن بعض أبناء عرب الطحاوية خاصة بعد نجاح خيولهم بالفوز في العديد من السباقات، قد استطاعوا تسجيل بعض هذه الخيول ضمن منظمة waho، وهناك العديد من الطحاوية أيضًا مازالوا يحافظون على أصول خيولهم ولديهم الكثير منها في مرابطهم الخاصة، وهم ينتشرون في عدة مراكز بمحافظة الشرقية والتي تشتهر الان بتربية الخيول العربية الأصيلة وصارت الخيول رمزاً لعلم المحافظة في مراكز كثيره منها طحا المرج وجزيرة سعود وبني جري وانشاص، وتُنتج جميعها أكثر من 80% من خيول جمهورية مصر العربية، ويُقام لها مهرجان عالمي في شهر سبتمبر من كل عام يُشارك فيه دول العالم المهتمة بالخيول العربية الأصيلة وعلى رأسها المنظمة العالمية للحصان العربي الواهو.

 

ألبوم الصور