العنق

للعنق أهمية عظيمة في جسم الجواد، فعلى طولها وقصرها تتوقف حركته، ويعرف عتقه أو هجنته. فالعنق القصيرة والغليظة تعوق الجواد عن الجري بسبب التقاطها بالكتفين وكثرة اللحم الذي يربطها بهما، وذلك بعكس العنق الطويلة المتحررة من الالتصاق بالكتفين وكثرة اللحم الذي يربط بهما. ويستحسن في العنق أن تكون مستقيمة، رقيقة الجلد، دقيقة المدبح (مقطع الرأس من الباطن)، ظاهرة عروقها، تأخذ بالاتساع تدريجيًّا نحو الكتفين والصدر.

يستحسن في العنق أن تكون مستقيمة، رقيقة الجلد، دقيقة المدبح

وروي أن سلمان بن ربيعة فرَّق بين العتاق والهجن بالأعناق، فدعا بطست من ماء، فوضعت على الأرض، ثم قدمت الخيل إليها واحدًا واحدًا، فما ثنى سنكبه ثم شرب هجنه، وما شرب ولم يثن سنكبه جعله عتيقًا؛ وذلك لأن أعناق العتاق طوال بعكس أعناق الهجن.

>>> قال المتنبي:

نَيّالَةِ الطَلَباتِ لَولا أَنَّها تُعطي مَكانَ لِجامِها ما نيلا

أي أنها تنال كل ما تطلب، وأنها لو لم تعط رأسها لوضع اللجام في فيها لما ناله أحد؛ وذلك لطول عنقها.

>>> وقال عدي بن يزيد في وصف فرسه:

له عنق مثل جذع السحوق وأذن مصعنة كالقلم